سارت هايدي بين مروج خضراء لعشقها في استطلاع الحياه واكتشاف اسرار مصادر الامان وبين الهضاب والجبال والتلال رأت مولود من فئه الطيور ولا تعلم هل هو حمام ام عصفور؟!  

 شدها لونه الابيض وضعفه وصغر سنه ولم يكن بجواره احد وهي تتعجب من حركته كيف له ان يعيش دون ان يشعر بوجود نفسه !  وَكَيْف يستطيع  الاعتماد على نفسه !

وجدت هايدي ان من هنا بدأت حياتها مع هذا الطائر الصغير ذات اللون الابيض والريش المثير. أَعْطته جل اهتمامها وجعلته جزء بل معظم حياتها تقاسمه طعام يومها وتقضي اروع أيامها لانها تشعر بأنه مخلوق لها لم تفكر إطلاقا من اين أتى ماذا يكون او كيف يكون ؟! 

بل كانت سعيده بأنه اشغل فراغ وقتها ولامست معه جميع ماكانت تتمناه في مراحل حياتها دون خوف ولا حواجز ولكن يضعفها ضعفه بل انكساره يبكيها عجزه وقله حيلته ويتعبها نظره من حوله وملامه من حولها وعندما يزيد رفع الأصوات وثرثرت الكلام تعزل نفسها مقابل ان تبقى طيله عمرها مع طائرها المحبوب حتى يقوى ويجابل . تعلقت تعلقاً شديداًبه ولم يكن لسبب ما او طمعاً لشي ما . بل لأنها  خلقت طفله تحمل قلبا وعيناها تذرف حزنا لمن يرحل للـ يملك قوته ويتخلى العباد عنه ويصارع الامور وحده رغم جمال الساحه والألوان الزاهية الفواحه، إلا  انها كانت بجانبه رغم نبذ كل من يمر بطريقها لأن لونه تحول الى اللون الأسود وصوته غير مرغوب لانه مزعج ! 

 عاشت معه في قوقعتها الخاصه باكتفائها بالعشرة التي سمحت لها في العيش معه ..
ولكن لم تعد هايدي قادرة على تحمل تضجر ذلك الطائر صاحب الريش الأسود ورغم خوفها الشديد على فقدانه من اصحاب القلوب القاسية والحيوانات المفترسه اشترت له أفخم قفصاًمقابل حياتها ورغم ذلك لم يقتنع بذلك فسئمت هايدي .

 وقالت اعلم ان جميع الطيور عندما تطير تعود لمن احتفى برعايتها سوف أدعه وشأنه بعد ان بلغ قوته وتدرب على الطيران واستطاع  ان يعتمد على نفسه والكثير  من يرغب بالقرب منه وان اختلف لونه وصوته ،

 وقامت بإطلاقه رغم انها  لم تعد لديها حب المغامرات بحكم سنها وعلى صعيد علمها وعملها ونضج عقلها ولن تستطيع مجادله البشر بعد الآن لطالما حيّز جانب الحق كان معهم وعند طيرانه اخر كلمه علقت في ذهنها وبقيت في سمعها كيف لهذه المجنونه أن تأمن ( طائر الغراب ) .... 

( يافرحه ماتمت خذها الغراب وطار ) 

غيوض

0 التعليقات:

إرسال تعليق

 
موقع الكاتبة غيوض © جميع الحقوق محفوظة