لولو الحبيشي : الإثنين 24\2\2014م :
تعرُّض المستضعفين للتحرش يقرع نواقيس الخطر ، ويسلط الضوء على مكامن الخلل والثغرات التي استغلها المعتدون .
" طفلة المصعد" مثلاً لم تظهر خلال مشهد الاعتداء عليها أي نوع من المقاومة أو طلب النجدة حتى هي نموذج لكثير من أطفالنا الذين تشلهم الصدمة ويخرسهم الخوف ، هذه المواقف على بشاعتها يكثر احتمال تكرارها ، وصمت الضحايا وخضوعهم يغري المجرمين بالتمادي واستمراء العدوان .
واكتساب الشعور بالقدرة على مقاومة المعتدي وإمكانية التغلب عليه أو التخلص منه يحتاج الى غرس مبكر لمقومات الشخصية و الثقة بالنفس والقدرات الذاتية، يحتاج فضلاً عن اكتساب ثقافة الحقوق والتعرف على أنماط المتحرشين والأفعال التي تعد تحرشا، يحتاج لأدوار المعنيين بالتربية من الطفولة (البيت والمدرسة) و الدور الأكبر في إكساب الأطفال والنشء مهارات المقاومة والدفاع عن النفس ورفع درجة الاستعداد لمواجهة الصراعات وترسيخ الشعور بالأمان وردع مهدداته وحفظ التوازن في التعاطي مع مفهومي القوة والضعف، وأن العدوان ليس مظهراً للقوة و لا الاحترام يدفع للضعف والاستكانة ، هذا الدور يقع على المدرسة كمؤسسة لديها الأدوات والوسائل والكوادر القادرة على تحقيق هذه الغايات العليا والتي من شأنها في نهاية الأمر حفظ أمن المجتمع و حماية أفراده وإفشاء ثقافة الحقوق والواجبات والتوعية بالتبعات الجنائية للتجاوزات!
اليوم تبدو الحاجة أكثر إلحاحاً لتطوير مقررات التربية الرياضية و تحديثها لتشمل بعض فنون الدفاع عن النفس ومقاومة العدوان .
والمدرسة كمؤسسة تنويرية يعول عليها في توعية الأسر وإكساب الوالدين مهارات تربية الأبناء لبناء شخصيات تعتز بنفسها و قدراتها ولا تقبل الخنوع والاستسلام لمعتدٍ يهدد حياته وكرامته و العيش بشخصية سوية متصالحة غير مثقلة بذكريات بشعة وعقد نفسية مركبة تبعث للشعور بالدونية والنقص وقلة القيمة !
نرجو أن تتبنى وزارة التربية والتعليم هذه الرسالة المهمة لأمن المجتمع والأفراد وبناء شخصيات سوية قوية لديها الدوافع الكافية لمقاومة المعتدين وصد المتجاوزين .
0 التعليقات:
إرسال تعليق