تعيين خالد مديراً جديداً في مدرسة ابتدائيه في إحدى القرى النائيه وكان لديه رغبه الإبداع وحبه الشديد للعمل الإداري  .... شمر خالد ساعد العزمِ منه وذهب إلى مكتب الإشراف الذي يبعد عن مقر عمله ٧٠ كيلو ليستلم ورقة تكليفه مديرً لتلك المدرسة  وأخذ المشرف المتابع له يُملي عليه بعض الشروط وكذلك بعض التعليمات الخاصة بالادارة فأخذ خالد بمبدأ مشرفه وقال له عندما تواجهني عقبات الإدارة سوف أستشيرك .. فقال له المشرف :  نعم وأنا لا ارغب من المدراء الذين يعملون معي  أن ينفذوا امرًا في مايخص التعليم خاصًا  دون الرجوع اليّ فقال له خالد: ستجدني بإذن الله عند حسن ظنك .
سعادةٌ غامرة تحوطُ قلب خالد، ونشاطٌ يُحلق أفق روحه.. وإصرارٌ وعزم مجتهد لتحقيق النجاح في محيط عمله. 
ثقته التامة بأنه سينجز الكثير للتعليم ورسالته الأولى للانجاز هي الأمانة. 
تلك المعايير التي خطط لها خالد وأنها من أسس النجاح. 
 وبينما هو في انهماك في العمل وتعديل و ترتيب لبعض الأمور العالقة التي لم تنتهي  مع المديرالسابق الذي تقاعد دون إنهاء بعض العهد ولم يمانع من تعديل اي خطأ بل كان في اتم الاستعداد  وكان يطالب بشركة الصيانة بالمراجعة الدورية للمدرسة  لتوفير وسائل قواعدالسلامة لبيئة مدرسيه صحيه سليمه .وفي اثناء مواعيدهم يقوم بإشراف مايتم عمله من قبل مهندس الصيانة وكان خالد متابعًا مخلصًا للعمل.وعند حضورهم في الموعد المحدد يقوم بإشراف مايتم عمله من قبل مهندس الصيانة فكان يتابع العمل خطوه بخطوه .
وفي اليوم التالي عاد خالد لمتابعة العمل الصباحي وذلك بعد إشرافه على ان جميع المعلمين قد حضروا وان الحصص بدأت في الزمن المحدد لإعطاء دروسهم فعاد خالد الى مكتبه ووجد عليها بَعْض الاوراق ، فسأل ابو محمد وهو من يقوم بتنظيف مكتبته وإحضار بعض المشروبات الساخنه له،  وقال له : ماهذه الاوراق وماالمطلوب مني !  فقال له ابو محمد لقد جاء رجل من شركه الصيانه ، وقال لي دع مديرك يقوم  بتوقيعها على الإجراءات والصيانه التي تمت في مدرسته ذات يوم فقال المدير : حسناً ولكن بعد قراءتها وأثناء مراجعة الورقة إذ به يتفاجأ أن عدد الكميات ليس مُشابهه لعدد الإصلاحات التي قام  المهندس بها .  فقال : كيف يتم توقيع ثلاث مشرفين على ذلك دون ان يكون هناك مرجع على من اشرف على القيام بها ، وهناك تلاعب في الكم الرقمي كثيرا  وكيف تختم الاوراق دون مراجعة فقال: ابو محمد لا اعلم قال اذا ؛ اذا حضر هذا الرجل فقل المدير يرغب بمقابلتك قال ابو محمد علم يا أباً اسامه . وبين ماهو مشغول ببعض الاوراق والاتصالات اذ به يأتي اليه ابو محمد فيقول أباً اسامه قد حضر الرجل الذي أتى من شركه الصيانه قال دعه يدخل قال حسناً .  فدخل الرجل والقى السلام فابتسم خالد ورد تحيته وقدم له بعض من الشاي فقال  للمهندس : ماهذه الاوراق اخشى ان تكون قد أخطأت وهي لاتخص مدرستي فقال له بلى قال كيف قال نعم انظر الى اسم المدرسه وكذلك اسم مديرها . قال :  ولكن ارى هناك اختلافا في الأرقام والعدد وأسعارها وكيف يكون العدد هكذا وانت لم تقم بإصلاحها ؟ قال: فقط قم بتوقيعها فقال :خالد لا أوقع على تلك الأوراق وكيف يتم ذلك دون ان افهم ثم قام بإرجاعها وقال له خالد : هذا الورقه سجلت ماقمت بإصلاحها، اذا وافق هذا العدد المطلوب داخل تلك الاوراق سوف أقوم بتوقيعها . فقال له رجل الصيانه  سبق توقيعك ثلاث مشرفين !  قال خالد : هذا شيئا لا يخصني اطلاقا أتى موعد توقيعي وانا لا أوقع على تلك  الاختلافات الغير مقنعه اطلاقا ، فقال: له سوف تندم قال : نعم ! هل تقصدني ! قال رجل الصيانه نعم انت سوف تندم لم يأتي مديرا اطلاقا يمانع ما افعله فلما انت تمانع ! فظهر في وجه خالد الدهشه والحيره والتفكير ماهذه الثقه ! ايعقل هذا ! جميع المدراء في هذه القرى والقرى المجاورة هكذا لا رقابه ولا أمانه ! فقال له شوف يابني ! لأنني اراك صغير عقلا وليس سناً ! ( ان خسرت عملي لن أخسر أمانتي ) واعطى المهندس تلك الأوراق وقال له أسف ! لم أرى ملامستها  لبيئة المدرسة حتى أوقع انتهى موعدك معي ! فغضب المهندس غضباً شديدًا وخرج وهو يهدد ويتوعد ولَم يعطيه خالد أدنى اهتمام لأمره وأكمل خالد مسيرة  عمله اليومي بجد ونشاط وفي اليوم التالي اتصل به مشرفه وقال له كيف حالك يا استاذ خالد فأجاب الحمدلله بخير ونحن في أحسن  الحال فقال لدي استفسار بسيط قال له نعم يا مشرفي تفضل : ماذا تريد : اهناك أمرا جديدا تريد ان نعمله ؟ قال : لا ولكن كنت اريد ان أسالك لماذا لم تقم بتوقيع الاوراق !  فأجاب  خالد فرحاً ويظن ان مشرفه هو المؤيد له في فعل ذلك فقال له هناك تلاعب وعدم تطابق لبعض الأرقام فان العدد للمعدات المسجلة  ليس كما أصلحها . فقال :  اريد منك ان توقعها،  قال كيف ؟ قال المشرف هناك ثلاث من هم قبلك وهم يعرفون عملهم . قال : خالد نعم ؛ ولكن لم ارى واحدا منهم اثناء حضور هذا الرجل الى مدرستي سوى أنا ،  وانا اعلم بذلك العدد قال له مثلما قلت يا استاذ خالد قم بتوقيعها دون مناقشه ! فقال المشرف استأذنك الآن لدي اجتماع واقفل سماعة الهاتف .. ولكن تفاجأ خالد من رد مشرفه ومن كلامه ولم يوقع خالد تلك الاوراق وفي اليوم الذي يليه اتصل به مشرفه وقال له يؤسفني ان اقول لك انتهى تكليفك ولاتسالني   وغدا سوف تعود الى مدرستك قبل ان مباشرة المدير الجديد وانا من يقوم بإعطائه جميع العهد والمخالصات المالية وكل مايخص الاداره . فقال خالد : حسنا على خير بمشئه الله وبعد إنهاء يومه  ذهب إلى مشرفه  وقال اريد منك دقايق أريد ان اعرف فقط ما السبب في ذلك علما بانني صرفت من ميزانيتي الخاصه لتعديل بيئه المدرسه ونظافتها وان تكون مدرسه يستطيع الطالب ان يستمتع فيها اثناء دراسته واخذت منكم  شهاده شكر ومن مدير التعليم  . على ان مدرستي قد عملت بمعايير الجوده فقال المشرف انا على علم بذلك ولقد  عدلت مالم نستطع  تعديله.  فقال خالد : اذا فلما انهيت تكليفي فقال المشرف : بصريح العباره ( انت فرد تتعامل بمبدأ الامانه وهذا النوع يسبب لنا المشاكل كثيرا ويزعجنا فعذزا  أنا لا أستطيع الاطاله لقد انتهى الوقت . وانصرف دون ان يقول له أشكرك على جهودك ! فابتسم خالد وقال الحمدلله لن أضيّع جهدي ولن استلم راتباً دون امانه ولطالما هذا مبدأهم فأنا لا أستطيع ان اعمل هنا ! لكي نفتقد ابداع الامانه وثمرتها . فسارع خالد على استقالته من التعليم كليا وأكمل دراسته في احدى الدول وأخذ يدرس الى ان استطاع ان يصل الى درجه من الشهاده التي تمنح وتجعله يعمل وزيرا للإداره واصبح حقاً كذلك ( خالد وزيراً لاحدى الوزارات ) .. واول مافعله وضع  شعار ذكر فيه ( ان الامانه قبل العمل ) واستطاع فعل ذلك في جميع مؤسساته وقال الحمدلله انني حققت سنه من سَنَن النبي التي خشيت ان تزول اثرها الحمدلله على كل شي .. ( هكذا يبقى النجاح رمزا عندما تتحلى باعظم مكارم الأخلاق ومنها الأمانة ! فكيف بباقي المكارم !  ولقد تغير حلم خالد من مديراً امين واصبح تحقيقها اكبر من الحلم ! وهي ! 

(  إداره امينه  )  ... 

غيوض 

0 التعليقات:

إرسال تعليق

 
موقع الكاتبة غيوض © جميع الحقوق محفوظة